ثلاث أدلة حدثت فعليا في عصرنا الحالي تأكد على حدوث التطور في جسد الإنسان
:
1- التغير الجيني المسؤول عن هضم مكونات الحليب.
الإنسان ظهر تقريبا قبل مئة ألف سنة ونقصد الإنسان الحكيم homosapiens
الهجرات حدتت من إفريقيا تقريبا ألف سنة ومن
مكان قرب من أثيوبا وهذا المكان إنطلقت منه كل الهجرات البشرية إلى اوربا الشرق
الوسط شرق آسيا ومن آسيا إنتقلوا إلى أمريكا وأستراليا أيضا . كل هذه السلالات من
البشر كلها تنتمي إلى نوع من البشر وهو الهموسابيان أو الإنسان الحكيم وعندما نقول
نوع واحد أي الخبر الوراثي لأفراد هذه الأنواع متشابه وقادرين على التزاوج فيما
بينهم.
التغير الجيني الأول هو القابلية على هضم الحليب أي مادة اللكتوز الموجودة
في الحليب وهي طبعا موجودة فقط عند الشعوب الأوربية وجزء من آسيا وإفريقيا لكنها
غير موجودة في الشعوب الشرق آسيا والصين , كوريا والفتنام , هؤلاء الأجناس لا يحتوون
على هذه الطفرة الوراثية , التغير الجيني الذي يسمح لهم بهضم مادة اللكتوز ولهذا
يسمون باللكتوز إنتلورنس لانهم لا يستطيعون أن يهضموا الحليب وإدا شربوا الكثير
منه يصابون بالإسهال وسكان الشرق الأوسط لا يتعرضون لهذه الإضطرابات , الشعوب في
الشرق الأوسط وافريقيا واوربا اصبح لديهم التغير الجيني بعد حدوث الثورة الزراعية
وعندما بدأوا في تربية المواشي وتهجين
الأبقار أصبحوا يتناولون كثيرا مادة الحليب التي توفر لهم قوت يومهم خصوصا في
فترات الشتاء.
2- القدرة على العيش في أماكن مرتفعة جدا.
يوجد بعض البشر لديهم القدرة على العيش في أماكن مرتفعة جدا مثل هضبة
الثيبت وجبال الأنديز . نسبة الأوكسجين تكون أقل في هذه المناطق, وعند زيارة أشخاص
غير مستوطنين لذه المناطق ي, كونون غير قادرين على المشي والبقاء بهذه المناطق
لصعوبة التنفس نظرا لكون هذه المناطق لا تتوفر على كميات كافية من الأوكسجين.
إكتشف العلماء أن الأشخاص المستوطنون لهذه المناطق لديهم أيضا تغير جيني,
طفرة وراثية , بعد تكيف جسمهم على قلة الأوكسجين في المنطقة, ويتميزون بكونهم
يتوفرون على كريات دموية حمراء كثيرة تمكنهم من تخزين كمية أكبر من الأكسجين وبدلك
يستطيع جسمهم أن يتكيف حتى مع نسبة الأوكسجين القليلة في الجو.
3- قدرة سكان جزيرة "باجاو" بإندونيسيا على البقاء تحت الماء أكثر
من 13 دقيقة.
طبعا الإنسان العادي لا يستطيع البقاء تحت
الماء أقل من 7 دقائق على عكس جزيرة باجاو , إتضح للعلماء أن هؤلاء الأشخاص
يتميزون بتوفر جسمهم على كمية أكبر من الأوكسجين والسبب أنهم يتوفرون على طحال
كبير الحجم يسمح لهم بتركيب كريات دم حمراء بنسبة كبيرة وبالتالي القدرة أكثر على
تتبيت والإحتفاض بكمية أكبر من الأوكسجين , والتغيير الجيني حصل عند هؤلاء الأشخاص
قبل آلاف السنين وانتقل هذا التغيير من الآباء للأبناء بسبب كونهم منضبطون في
الغطس والإصطياد في ماء الجزيرة والبقاء تحت الماء لوقت كبير.