دراسة نقدية للتربية في المجتمع الإسلامي
التربية كل الافعال والاقوال التي يمارسها جيل
على الذي بعده، والغاية منها غرس قيم ومبادئ وسلوكيات في الجيل الناشئ، وتتخد
أشكالا متعددة، كالتربية عن طريق التعليم والتدريس، أو عن طريق الحوار أو الزجر
وما الى ذلك،....
ومن هنا يمكن أن نتوصل إلى أن الجيل المربي
يهدف من وراء فعل التربية نقل خبرته التي اكتسبها خلال حياته من تجاربه التي عاشها
للجيل الناشئ، لأنه يعلم أنه إمتداد زمني له، وكأن الطبيعة البشرية جبلت على أن السعي
نحو التطور من خلال هذا النقل الذي نسميه التربية. ومما لا شك فيه أن الأحداث التي
تحيط بنا تساهم بمقدار في التربية.
وفي عصرنا الحالي نكاد نجزم أن التربية أصبحت
حكرا على التقنيات الحديثة من وسائل الاتصال وما إلى ذلك من ابتكارات فأصبحت تربية
أبنائنا مهمة موكلة لمن يسيرون هذه الوسائل، وقد وجدوا في ذلك ضالتهم حيت تمكنوا
من حقن أطفالنا بما يناسبهم، فجعلوا منهم مدمني منتوجاتهم وثقافاتهم، فأصبحوا بذلك
تبعا لهم، فأضحى بذلك جيلنا الناشئ تائها بين عالمه الواقعي وعالمه المنسوج خيالا،
يعيش أغلبهم منفصمي الشخصية.
إننا لم نستوعب بعد خطورة هذا الغزو الفكري
الذي تمارسه خلف الكواليس هذه العقول المخربة، والتي تسعى من ورائها مؤسسات ضخمة
تحتكرها عقول شيطانية، إلى سحب بساط التربية من يد الأباء والمعلمين والمجتمع
والحكومات، وقد نجحت في ذلك نجاحا كبيرا ساعدها في ذلك جهل الأباء بخطورة العسل
المسموم الذي تقدمه هذه الوسائل، بالإضافة إلى تهميش دور المعلمين من خلال تشويه
مكانته في المجتمع.
بقلم الأستاد : الحسين رفاف