مقارنة بين بيداغوجية الأهداف والكفايات.

مقارنة بين بيداغوجية الأهداف والكفايات.

انجاز الأستاذ : امحمد عليلوش
1) مقدمة :
ان مدخل بيداغوجية الكفايات لا يشكل و لا يحدد بوحده تصورا مستقلا عن فكرة التدريس بالأهداف , بل هو في حد ذاته نموذج من نماذج التدريس الهادف نظرا لكون المقاربة بالكفايات لا تنفي ضرورة تحديد الأهداف. ولهذا تعتبر بيداغوجية الكفايات مجرد حركة تصحيحية للأنحراف الذي أصاب بيداغوجية الأهداف لأنه جعلها تنغلق في النزعة الأجرائية فانحرفت بالعمل التربوي الى فعل آلي يستبعد شخصية الفرد الأبداعية والأبتكارية وكذلك خصوصية كل فرد اي تلك الفوارق الفردية التي توجد بين المتعلمين داخل القسم .

فقد ظهرت فعلا صيحات منذ 1975 تنادي بضرورة تجاوز بيداغوجية الأهداف القائمة على السلوكية والبحث عن بيداغوجية بديلة تمكننا من تصحيح الثغرات التي وقعت فيها هذه البيداغوجية وكذا تجاوز ومواجهة الصعاب التي تعاني منها جميع أطراف العملية التعليمية بشكل شمولي وكلي سعيا لترشيدها في جميع جوانبها ومكوناتها ومن تم ضرورة وضع مشروع تربوي كفيل بتحقيق اهداف ذات بعد معرفي وسلوكي يتجلى في توفير مؤهلات معرفية ,شخضية وسلوكية ايجابية ,واهداف ذات بعد وظيفي يتجلى في تحقيق الكفايات الضرورية والتي يحتاجها الفرد للعيش في المجتمع الحديث بكل مشاكله وتعقيداته وتناقضاته. و فعلا جاء مدخل الكفايات كاختيار تربوي استراتيجي بعد الأنتقادات العنيفة التي وجهت الى بيداغوجية الأهداف والتي ركزت على ضرورة الاهتمام بفاعلية الشروط الداخلية للمتعلم لأنها ضرورية لحدوث التعلم , كما عملت على تجاوز ذلك المفهوم الضيق للسلوك كهدف اجرائي الى مفهوم اوسع اطلق عليه اسم القدرة la capacité وذلك لأن الهدف الاجرائي انجاز جزئي مرتبط بنشاط محدد ومعين , في حين ان القدرة حسب مفهوم كانييه تشمل انجازات متعددة ومترابطة فيما بينها بقواسم مشتركة...(1) ولقد اطلق الاستاذ محمد الدريج على مدخل الكفايات بالجيل الثاني للأهداف (2) نظرا لكونه يأخذ بعين العتبار المكتسبلات الحاسمة التي حققتها بيداغوجية الأهداف على مستوى البحث والعمل التربوي , فما هي اذن دواعي اختيار هذه المقاربة الجديدة ؟ وماذا يقصد بالكفايات؟ وما هو الفرق بينها وبين بيداغوجية الأهداف؟
2) دواعي اختيار بيداغوجية الكفايات P.P.C :
ان ما يميز نموذج التدريس بالأهداف كما يعلم الجميع هي تلك الدرجة العالية من الدقة والتي لم تكن معهودة من قبل في تحضير الدروس والناتجة اساسا عن عملية التقطيع والتجزيئ للسلوك(الأهداف الاجرائية) وكذا التقدم البطيئ عبر المراحل بعد تقويم كل مرحلة , مما يرفع على ما يبدو من فعالية التعليم , الا انه في حقيقة الأمر ومن الجانب الشمولي والعام يلاحظ ان ذلك التجزيئ والتقطيع للسلوك يكثر من توليد الأهداف الخاصة الى درجة الأنحلال بدل الأندماج فيفقد السلوك وحدته وتفقد تلك الأهداف الجزئية معناها وتصير دون جدوى لدى المدرسين والمتعلمين على حد سواء . وادرج هنا مثال توضيحي قد يقربنا الى هذا وهو انه قد يتقن ويتعلم الفرد مثلا كيفية مسك مقود السيارة وكذلك كيفية ربط حزام السلامة ثم التحكم في الفراميل و كيفية تركيب العجلات و حتى تركيب المحرك... بشكل تجزيئي , ولكنه هذا كله لن يمكنه من قيادة السيارة بشكل عام . ولهذا تبقى المبادئ التي ركزت عليها بيداغوجية الأهداف متجاوزة لأنها تجعل من المتعلم عنصرا سلبيا ومنفعلا يقبل كل تعليم مبرمج بناء على خطة واختيار لم يكن شريكا فيهما فيخضع لتوقعات المدرس , منفذا لتعليماته , مكتسبا في النهاية تعلما محددا ومشروطا يتميز بخاصية تجزيئية (اهداف اجرائية ) وخاصية غيرية (المدرس هو الذي يحدد الاهداف). وبناء على ما جاء به الميثاق الوطني للتربية والتكوين المتضمن للفلسفة التربوية والتي تسعى اساسا الى الرفع من جودة التربية والتكوين , تم تبني المدخل بالكفايات لمراجعة مناهج التربية والتكوين للمدرسة المغربية عوض المدخل بالأهداف الذي كان سائدا من قبل وكما اشرت سابقا بان هذا التوجه الجديد يعتبر اختيارا بيداغوجيا يرمي بالاساس الى الارتقاء بالمتعلم المغربي الى اسمى درجات التربية والتعليم وذلك من اجل العقلنة و الاندماج . وانطلاقا من ان تكوين الموارد البشرية في هذا العصر اصبح ضرورة ملحة فان التركيز على المتعلم وعلى انشطته في العمل التربوي اصبح كذلك ضروريا لأنه بمثابة القلب النابض والمحور الأساسي وحسب لغة الاقتصاد فالمتعلم بمثابة المادة الأولية للعملية التعلمية التعليمية , ومن هذا المنطلق الذي يركز على المتعلم كمحور فاعل يجب عليه بناء معرفته ذاتيا (التعلم الذاتي) لذا وجب على كل الانشطة التربوية والبيداغوجية ان تكون مركزة على هذا العنصر الاساسي وذلك باستحضار شخصيته اولا ثم محيطه ثانيا وكذلك تمثلاته وقدراته العقلية ومميزاته السيكوحركية ثالثا مع توفير جميع الشروط الضرورية لابراز واستكشاف التفاعل الايجابي للمتعلم مع المعرفة وجل المواقف الجديدة. وحسب الميثاق دائما و كونه الاطار المرجعي للفلسفة التربوية المغربية فانه يربط نجاح الفرد المغربي وتوافقه مع محيطه في كل مرحلة من مراحل تربيته وتكوينه , باكتساب الكفايات الضرورية لهذا النجاح وهذا التوافق الذي يندرج ضمن الغايات والمرامي الكبرى لنظام التربوي المغربي سعيا لتحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية تضمن للفرد الاندماج الكلي في المجتمع وقدرته على التفاعل في النسيج الدولي .
وبناء على قناعتي بضرورة التجديد وانطلاقا من القاعدة الفلسفية التي تشير الى ان تاريخ العلم هو تاريخ اخطاء العلم فانني كمدرس ارى ان الأمور طبيعية جدا وسنة الحياة تقتضيان ان يتطور الانسان وبالتالي اساليبه في الحياة وحتما كذلك فلسفته في الحياة بما فيها فلسفة التربية , ولكن كما يؤكد المثل الانجليزي والذي يشير الى ضرورة ان نتذكر الماضي ونفكر في المستقبل دون ان ننسى ان نعيش الحاضر . فلابد اذا اردنا كمدرسين وكفاعلين تربويين ان نفهم ونستوعب المقاربة بالكفايات ان نقارنها بالدخل الذي كنا نشتغل به والذي كان في الماضي كنموذج فاعل للتدريس وللتربية .فما هو الفرق بين بيداغوجية الاهداف و الكفايات؟ وما هو الشيئ الجديد الذي اتت به هذه المقاربة الجديدة؟ وما هي الاشياء التي يجب ان نحتفظ بها في المقاربة القديمة؟

3) بيداغوجية الأهداف P.p.o :
لا يمكن الحديث عن الكفايات دون الاشارة الى بيداغوجية الأهداف التربوية لأن الكفايات في نهاية المطاف اهداف تسعى البرامج الى تحقيقها لدى التلميذ , ولهذا فماذا يقصد بالهدف التربوي اولا؟ وماهي مرتكزات بيداغوجية الأهداف ؟
لقد عرف مفهوم الهدف صعوبات في تحديد تعريف دقيق له كما وقع الان لمفهوم الكفاية نظرا لاختلاف نظرة المربين والدارسين اليه , وبالرغم من تعدد التعاريف للاهداف فانه يمكن استخلاص بعض الخصائص المشتركة بين جل الباحثين في هذا المجال حيث نجد انه :
· عادة ما تصاغ الأهداف التربوية على شكل قرضيات ترغب المدرسة في تحقيقها في المستقبل القريب او البعيد . وبالتالي فهي سلوكات قابلة للاكتساب بعد التحصيل .
· كما ان الأهداف وحسب التعاريف الحديثة فهي عبارة عن نشاط التلميذ وهي سلوكات قابلة للملاحظة والقياس .
وهكذا يمكن ان نشير الى التعريف الذي حدده الاستاذ محمد الدريج للهدف(3) حيث قال :"بان الهدف سلوك مرغوب فيه يتحقق لدى المتعلم نتيجة نشاط يزاوله كل من المدرس والمتمدرسين وهو سلوك قابل لأن يكون موضع ملاحظة وقياس وتقويم." , ولكن المثير للملاحظة من خلال هذا التعريف للهدف نجد ان الهدف التربوي لا يصف ما سيحصل للتلميذ من تغيير في سلوكه بل يحدد فقط نتيجة التغير ,كما ان هذه النتيجة من التغيير لا يشارك التلميذ في تحديدها مسبقا بل تحدد من عنصر اخر الذي هو المدرس .
ولهذا فان بيداغوجية الأهداف قد ارتكزت في فلسفتها و في استراتيجيتها على الهدف التربوي وضرورة تحديده واجرأته وكما انها تعتمد على مبادئ اساسية منها على سبيل المثال :
- تحديد المدرس للأهداف التعليمية التعلمية وتخطيطها في شكل سلوكات قابلة للملاحظة والقياس بعيدا عن اهتمامات المتعلم .
- اختيار الوسائط الديداكتيكية وفق ما يراه المدرس مناسبا لتحقيق اهدافه التي تم تحديدها من قبل .
- تحديد المدة الزمنية لجل الأهداف واشراف المدرس على جميع الأنشطة التربوية وهذا ما يجعله العنصر الاساسي في العملية العليمية .
- بناء المدرس لمقاييس مسبقة يعتبرها معايير ومؤشرات دالة على حدوث التعلم او فشله اي ما يسمى بالتقويم ثم بناء لخطة قبلية لدعم نتائج التقويم .
- التركيز الاساسي على الأهداف وضرورة تحديدها مسبقا لكل فعل تعلم والعمل على تجزيئهاالى سلوكات ضيقة دون اخذ بعين الاعتبار ذات المتعلم وكذلك الفروق الفردية داخل الفصل الواحد.
ويبدو من خلال هذه المبادئ العامة والمرتكزات الأساسية لبيداغوجية الأهداف ان العمل التربوي سيتم ظبطه وتقنينه بشكل دقيق دون عراقيل تذكر ,الا ان اثناء تجريب هذه البيداغوجية وخلال عقود تبين ان الأمر لا يقتضي في تحديد الأهداف فقط وهنا اود ان اذكر مثال لحكاية ذلك التلميذ الذي حصل على جائزة التقدير من ثانويته بعد انجازه في اختبار للتربية الوطنية والخلقية وتحريره لانشاء جيد في هذه المادة الدراسية والذي سيتم لقاء القبض عليه في اليوم الموالي لتوزيع الجوائز بعد ان كسر زجاج احدى نوافذ الثانوية(4) . وهنا نقول ان الهدف التعليمي الذي تم تحديده مسبقا قد تحقق حيث ان التلميذ قد تعلم الكثير عن المواطنة الصالحة وقد تمكن الاستاذ من قياس ذلك من خلال التقويم الكتابي الذي بوأالتلميذ المرتبة الاولى , الا أن تلك الاخلاق المستهدفة من التعليم لم تترسخ في سلوك التلميذ بشكل شمولي والذي يمكنه من نقلها وتوظيفها في مواقف جديدة ومشابهة .
ورغم أن الاهداف التربوية تتصف بنوع من الدقة والشمولية وتحاول ابراز نظرة متاكملة لجميع مكونات التعليم , وباعتبارها كبوصلة للعملية التعليمية تمكن المدرس من تحديد الطريق السليم نحو تعلم نافع وتربية ناجحة , فان العقيد الذي يتميز به الكائن البشري بصفة عامة والأطفال بصفة خاصة يجعل العمل التربوي وعملية التعليم معقدة وصعبة بشكل لا يتصور حيث أنها قد تتغير الأوضاع في كل لحظة فيحدث ما ليس منتظرا , فرائحة بسيطة داخل القسم قد تؤثر على العملية التعليمية كلها رغم الاستعداد التام والمسبق لكل شيئ, عنصر بسيط قديغير مجرى الأمور...ولهذا فكلما حاولنا ايجاد طريقة ووسيلة ناجعة تمكننا من ضبط اكبر عدد ممكن من جوانب العملية التعليمية والا كانت الحل المناسب وخصوصا اذا ما تم التركيز على النصر المستهدف من هذا العمل التربوي والذي هو التلميذ او المتعلم بطبيعة الحال . فماذا عن الكفايات اذن كمقاربة جديدة ؟

4) بيداغوجية الكفايات P.P.C :
لقداوضح العديد من الباحثين ان تحديد الأهداف والذي يركز فقط على وصف النتيجة النهائية والمثمتلة في السلوك الخارجي الذي ينبغي انجازه من طرف التلميذ والذي ينتظر المدرس أن يلاحظه في المتعلم لقياس مدلى نجاحه , كنتيجة لا تبين التغيرات الداخلية التي يحدثها النشاط في نفسية التلميذ وهذا كله ما يبين قصور التصور السلوكي وضرورة ضبط الاهداف وتحديدها اكثر على شكل مواصفات وكفايات قبل تعيينها في اهداف اجرائية .فماذا يقصد اذن بالكفاية ؟


أ‌) تعريف الكفاية :
يعتبر مفهوم الكفاية من المفاهيم الحديثة التي اهتم بها الكثير من العاملين في حقل التربية والتعليم , فسالت اقلام عديدة حول هذا المفهوم الجديد , فهناك من يرى انه يتطابق مع مفهوم الكفاءة وكناك من يختزله في اكتساب المهارات والبعض الاخر يربطه بمفهوم النشاط ثم بمفهوم القدرة ثم الخبرة , الأداء , المهارة ثم الاستعداد ... وقد ترتب عن هذا التعدد في المعاني والتعريفات نوع من الخلط والغموض في تحديد تعريف دقيق للكفاية . ولمحاولة تقريب هذا المفهوم الجديد والوقوف على حقيقته اورد هنا مجموعة من التعاريف المقترحة من لدن بعض الباحثين :
* تعريف مركز الدراسات البيداغوجية للتجريب والارشاد CEPEC:
" تعرف الكفاية كنسق من المعاريف المفاهمية والمهارية (العلمية) والتي تنتظم على شكل خطاطات اجرائية تمكن داخل فئة من الوضعيات (المواقف)من التعرف على مهمة –مشكلة وحلها بانجاز (اداء)Performance ملائم "(5)
* تعريف لوبوترف G .Leboterf :
الكفاية هي معرفة التصرف un savoir agir التي تتجلى في معرفة تحريك savoir mobiliser , ودمج intégrer وتحويل transférer المعاريف والسلوكات والقدرات والمهارات في سياقات او وضعيات جديدة .(6)
· قاموس اللغة التربوية لفولكيي P. Foulquié :
ان كلمة compétence مشتقة من اللاتينية : competens من الفعل competer اي الذهاب aller (petere) ومع avec بمعنى الملائمة مع والمرافقة " ان الكفاية هي القدرة capacité (سواء القانونية او المهنية) المكتسبة , لانجاز بعض المهام والوظائف والقيام ببعض الأعمال ".
· تعريف تشومسكي N.chomsky :
ان الكفاية في الاستعمال التشومسكي تعني تلك المعرفة الضمنية والفطرية التي يملكها جميع الأفراد عن لغتهم , فهي القدرة لدى الافراد على اصدار وفهم جمل جديدة... حيث ان النظام المستبطن للقواعد المتحكمة في هذه اللغة , يجعل الفرد قادرا على فهمها وعلى انتاج عدد لا نهائي من الجمل. وبصفة عامة يمكن القول ان تعريف تشومسكي يندرج اساسا ضمن ما يسمى بالتيار المعرفي (الكفاية اللغوية). (7)
· تعريف بيير جيلي P. Gillet :
" الكفاية عبارة عن نظام من المعارف , المفاهمية (الذهنية) والمهارية (العملية) التي تنتظم في خطاطات اجرائية , تمكن في اطار فئة من الوضعيات , من التعرف على المهمة – الاشكالية وحلها بنشاط وفعالية " (8)
و من خلال التعاريف السابقة ومن خلال التحليل البسيط لمختلف التعاريف يمكن القول انها تتأرجح بشكل عام بين الفهم السلوكي والفهم الذهني المعرفي ,حيث ان الاتجاه الاول يذهب الى تعريف الكفاية على انها سلسلة من الاعمال والأنشطة القابلة للملاحظة اي تلك السلوكات النوعية الخاصة للفرد .اما الاتجاه الثاني فيعتبر الكفاية بانها قدرات عقلية وذاتية شخصية يتميز بها كل فرد. ومفهوم الكفاية في مجال التعليم يتجلى اساسا في القدرة على دمج المعارف المختلفة التي اكتسبها المتعلم (مفاهيم ومهارات ...) وانتقاء العناصر الاساسية المكونة لها وتنظيمها وتحويلها الىعناصر ذات اهمية وذلك بغية توظيفها لانجاز أنشطة او حل مشاكل او انجاز مشاريع (9) , وهي كذلك تلك القدرة على التكيف مع وضعيات جديدة ومواجهة مشاكل طارئة (نوع من الذاتية l autonmie ) .
ب‌) مميزات الكفاية :
لكي يكون تعريف الكفاية اكثر وضوحا فان كزافيي روجيرس Xavier Roegiers استنتج بانه " حين تفحص الأدبيات المرتبطة بالكفاية , يلاحظ ان تحديدها يتم وفق خمس مميزات اساسية ." وهي كالتالي (10) :
- خاصية الحشد لمجموعة من الموارد المندمجة : اي المعارف الخاصة والذاتية النابعة من التجربة الشخصية واليات وقدرات ومهارات .
- خاصية الغائية : اي تلك الغاية اوالنشاط الذي جعل القرد يحشد كل تلك الموارد المتنوعة .
- خاصية الصلة بين فصيلة من الوضعيات : يكون المتعلم خاضع لوضعيات مختلفة , متعددة وضرورية لكنها محصورة في فصيلة محددة وخاصة سعيا لتنمية كفاية معينة.
- خاصية هيمنة التخصص (المادة) : الكفاية ترتبط اساسا بالتخصص (مادة معينة) لكن هذا لا ينفي امكانية نقلها وتوضيفها في مواقف اخرى متشابهة و مختلفة .
- خاصية قابلية التقويم : الكفاية قابلة للتقويم بقياس نوعية تنفيذها عكس القدرة التي يصعب تقويمها .
ج) انواع الكفاية :
تصنف الكفايات بشكل عام الى نوعين اساسيين هما : كفايات نوعية وكفايات ممتدة ومستعرضة . حيث ان النوع الاول مرتبط بمادة دراسية اومجال تربوي اومهني معين اما النوع الثاني فهو لا يرتبط بمجال محدد او مادة معينة فهي كفايات عامة يمتد توظيفها الى مجالات عدة او مواد مختلفة وهي تسمى كذلك بكفايات قصوى او ختامية لأنها تمثل الدرجة العليا من الضبط والاتقان .
5) خاتمة :
وختاما يمكن القول ان هذه المقارنة البسيطة بين بيداغوجية الأهداف كمقاربة متجاوزة تربويا ومدخل الكفايات كمقاربة جديدة وبديلة , ماهي الا سحابة عابرة تبرز وبشكل بسيط اهم مرتكزات كل مقاربة رغم ان المدخلين مرتبطان ومتكاملان . والجدول اسفله يبين وبشكل دقيق خصائص ومرتكزات كل من الكفايات والاهداف السلوكية :



بيداغوحية الأهداف P.p.o
مدخل الكفايات P.p.c


- تنطلق من هدف معين يتم تقطيعه وتجزيئه الى اهداف اجرائية لتحقيق الهدف العام ( طريقة غير مضمونة) .
- كل الأهداف قابلة للقياس والملاحظة (هناك اهداف لا يمكن قيلسها في مجالات مثل :حل المسألة , الابداع , القيم ).
- تهتم بجانب فقط من التصرف اي السلوك (الجانب المعرفي والحسي الحركي ) وتجهل الجانب الوجداني .
- هندسة المدرس للأهداف التعليمية على شكل سلوكات بعيدا عن اهتمامات المتعلم .
- اختيار العدة البداغوجية وفق ما يراه المدرس مناسبا لتحقيق الأهداف دون مراعاة شخصية المتعلم .
- اشراف المدرس على توظيف هذه العدة مما يجعله الفاعل الاساسي عوض المتعلم .
- بناء الدرس لمقاييس مسبقة دالة على نجاح اوفشل التعلم (التقويم) .
- بناء اجراءات قبلية لدعم نتائج التقويم .
- كل العوامل السابقة تجعل المتعلم عنصر سلبي يقبل كل تعليم مبرمج بناء على خطة من اختيار المدرس ولم يكن شريكا فيها , كما انها تمتاز بخاصية التجزيئ وخاصية الغيرية .

- لا تنفي ضرورة تحديد الأهداف .
- تعطي معنى اهم واشمل للتعلم مقارنة مع المقاربة بالاهداف .
- تنطلق من وضعيات محددة لتحقيق هدفها وتعطيه دلالة.
- تهتم بالتصرف اي مجموع مكونات شخصية الفرد .
- تعتبر المتعلم محورا فاعلا يبني المعرفة ذاتيا(التعلم الذاتي ) وبالتالي ضرورة تركيز كل الانشطة عليه .
- اعتبار المدرس مسهل لعمليات التعلم الذاتي .
- توفير جميع شروط التعلم الذاتي بفتح مجال لتفاعل المتعلم مع محيطه تفاعلا ايجابيا .
- تمكين المتعلم من كل الشروط والوسائط للتفاعل البناء في ممارسة تعلمه الذاتي . وبالتالي فهو العنصر الاساسي والفاعل الاول الذي يجب ان يرتكز عليه فعل التعلم .
- تمتاز الكفايات بخاصية الشمولية والاندماج الكلي .

أنشرها:

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم ارجوا موافاتنا برقم صفحات المقال( مقارنة بين بيداغوجيا الأهداف والكفايات) من أين تبدأ ومن أين تنتهي في مجلة علوم التربية وفي أي عدد بغية توثيق الاقتباس

    ردحذف
  2. وكذلك اسم الباحث هل هو محمد أم امحمد

    ردحذف

الأكثر قراءة

آخر الأخبار

responsive Google

أحدث المواضيع

تابعنا على الفايسبوك



صفحتنا على الفيسبوك


إنضم إلينا على الفايسبوك ليصلك كل جديد

rue">