الـــبـــيـــداغــــوجــــيـــــات
المحور الأول
: بيداغوجيا الكفايات
أ-
مفهوم الكفاية :
- الكفاية هي القدرة على مواجهة وضعيات
محددة، بالتكيف معها عن طريق تعبئة وإدماج جملة من المعارف والمهارات والتصرفات من
أجل تحقيق إنجاز محكم وفعال.
-
و يميز فيليب بيرنو الكفاية بأنها: القدرة على تعبئة مجموعة من الموارد المعرفية
لمواجهة فصيلة من الوضعيات بشكل مطابق و فعال .
ثمة مفاهيم تتجاور مع مفهوم: القدرة/ المهارة / الأداء
ج-
أنواع الكفايات : الكفايات
النوعية / الكفايات الممتدة .وتتخذ الكفايات في المنهاج الدراسي بالتعليم
الابتدائي طابعا استراتيجيا أو تواصليا أو منهجيا أو ثقافيا أو تكنولوجيا.
د- صياغة كفاية / الصياغة
التقنية : - تعبئة مكتسبات مدمجة، وليست مضافة بعضها إلى البعض.- الإحالة إلى فئة
من الوضعيات محددة من خلال معاملات. - تجسيد الكفاية في وضعيات ذات دلالة (بعد
اجتماعي مثلا)، لتصير ذات معنى.- ضمان إمكانية إعداد وضعية جديدة للتقويم.- التمركز
حول مهمة معقدة. - القابلية للتقويم.- الملاءمة للبرنامج الرسمي.
ر- أنشطة التعلم : يعتبر التلميذ الفاعل
الأساسي في بناء التعلمات، وإدماجها من خلال وضعيات ذات دلالة. كما تعتبر القدرة
على إدماج هذه التعلمات مؤشرا على امتلاك الكفاية المستهدفة. وتتمثل أهم الأنشطة
التعلمية فيما يلي:
أنشطة تعلمية جزئية / أنشطة
بَنينة / أنشطة تعبئة المكتسبات في حل وضعية-
ز- مراحل التعلم : مرحلة التقديم / مرحلة
التطوير / مرحلة التطبيق / مرحلة الإدماج
المحور الثاني : بيداغوجيا المشروع : تقوم أساسا على التّعلّم عن
طريق البحث لانجاز مشروع بصفة جماعيّة لإشباع حاجة حقيقية وهو ما يتطلّب من
المتعلّمين استنفار جملة من الكفايات المعرفية، المهارية و الوجدانية السلوكية لا
تتعلّق بالضرورة بمجال معرفي واحد لذلك فإنّ هذه المقاربة تركّز على البعد
الإجتماعي العلائقي و تمكّن من تحقيق التّواصل بين المتعلّمين و التّكامل بين
المواد و تمعّن التعليم و تمكّن المتعلّم من البحث عن المعلومة وامتلاكها ثمّ
توظيفها وفق سياق و منهجيّة المشروع تحت إشراف المدرّس الذي يصبح دوره يتمثل أساسا
في المرافقة و التوجيه. تقوم هذه
البيداغوجيا، على تشجيع روح البحث والتقصي والاستكشاف لدى المتعلم، وكذلك تشجيعه على
اكتساب استقلالية اكبر في التفكير والتحكم في مساره التكويني والتعليمي.
مخطط مشروع حسب فيليب بيرنو : 1- اختيار إنتاج ملموس
(إنجاز نص،بحث..) 2- توريط جميع التلميذ في مهام نشيطة
3- تعلم تدبير مشوع (تخطيط،تنسيق..) 4- تحقيق الأهداف و الوظائف التالية :
أ- تحديد المكتسبات و النواقص(التقويم الذاتي) ب- الوقوف أمام عوائق لا يمكن
تجاوزها إلا بتعلمات جديدة ج- التعاطي مع ممارسات اجتماعية تُنَمي الموارد د- أخذ
الثقة في النفس و تعزيز الهوية ذ- التكوين على تصور و قيادجة المشروع ه- تنمية
التعاون و الذكاء الجماعي و- تعبئة الموارد و بناء كفايات .
المحور الثالث : بيداغوجيا
حل المشكلات :
تنبني بيداغوجيا حل المشكلات على أربعة أسس علمية موضوعية: -1تحديد المشكلة 2- البحث عن حل للمشكلة 3- التحقق من
الحل المقترح 4- الإستنتاج والتعميم .
غالبا
ما يرتبط حل المشكلات بتدريس المواد العلمية أكثر من غيرها، وذلك بوصفه بديلا لما
هو مألوف في الممارسات التربوية التقليدية وفي سائر النماذج التعليمية الأخرى
المتمركزة حول المعرفة. ومعلوم أن حل المشكلات هو نموذج ديداكتيكي " ينطلق من
أسس نظرية تنظر لعملية التعليم على أنها نتاج المجهود الخاص لجماعة التلاميذ، كما
أنها تؤسس ممارستها على استراتيجية تعليمية تعلمية، ترتكز على سيرورة من العمليات
تتجة نحو حل مشكلات مطروحة على جماعة من التلاميذ".
المحور
الرابع : الوضعية- المسألة : تحيل الوضعية- المسألة إلى نظرية
الوضعيات، وخاصة الوضعية الديداكتيكية بعد التحول الذي طرأ على دلالتها، من مجرد
سياق تربوي لممارسة فعل التدريس في تفاعل بين أطراف ثلاثة هي المدرس والمعرفة
والتلميذ، إلى
وضعية
تحمل حسب بروسو مشروعا اجتماعيا يروم إكساب التلميذ معرفة مبنية أو في طريق
البناء.
وتمثل
الوضعية-المسألة عادة برسم أو صورة أو نص لغوي أو موقف تمثيلي، كما يمكن أن تجسدها
جميع هذه العناصرأو بعض منها فقط .
أ- شروطها :
-
ترتبط بمعيش الطفل- تكتسب الدلالة والقيمة، لتشويق التلاميذ- تخلو من التعقيد
والتشويش - تثير فضول التلاميذ- ترتبط بعائق محدد قابل للتخطي- تحقق قطيعة أو
قطائع معرفية- تؤول إلى إكساب التلميذ معارف ذات صبغة شمولية .
ب- مراحل
التخطيط: *تحديد
الكفايات *صياغة المشكلة: بالاستناد إلى ثلاثة معايير:- التقبل- العائق- الاستقصاء
ج- خطوات صياغة
المشكلة ثلاث:-
تحديد عناصر المشكلة - توزيع الأدوار والمهام - توقع حدوث
معطيات غير منتظمة
المحور الخامس : بيداغوجيا الخطأ : لطالما اعتبر الخطأ في
المجال المدرسي " ذنبا " لا يغتفر، ومؤشرا على الفشل والقصور والإخفاق، علاوة
على أن "الممارسات البيداغوجية الكلاسيكية كانت تحمل التلاميذ مسؤولية
أخطائهم وتفسرها بغياب الحوافز أو النقص في التركيز" فكان لذلك انعكاس سلبي
على نفسية الأطفال، عمق لديهم الشعور بالإحباط والإقصاء والدونية، وكرس في نفوسهم
الرغبة في العزوف عن الدراسة. غير أن وضعية الخطأ سرعان ما عرفت تحولا نوعيا أضحت
الأخطاء معه تعبيرا عن وجود معرفة غير مكتملة، ومرحلة طبيعية من مراحل بناء
التعلمات واستراتيجية للتحصيل، على أساس أن الوضعيات الديداكتيكية تعد وتنظم في
ضوء المسار الذي يقطعه التلميذ لاكتساب المعارف والسلوكات في إطار البحث عن
الحلول، أو ما يمكن أن يتخلل هذا البحث من أخطاء. وتعتمد بيداغوجيا الخطأ على
مبادئ أساسية، هي:
- موضعة التلميذ في صلب العملية التعليمية التعلمية؛
- فهم تمثلاته؛
- تحليل أخطائه، والبحث عن الحلول العملية التي تكفل تصحيح مسار التعلم. وتشير عملية
التحليل هاته إلى أن أخطاء التلاميذ نابعة من مجالات رئيسة منها: الوضعية المعطاة
/ المهمة المراد إنجازها
المحور
السادس : بيداغوجيا المسارات أو الفارقية : جوهر هذه المقاربة يكمن في
الأخذ بعين الاعتبار أثناء عملية التعلّم , الفروقات الفردية بين المتعلّمين من
حيث علاقاتهم بالمعرفة، نسق و أسلوب تعلّمهم ،استراتيجية تعلّمهم و صورتهم
لذواتهم، حاجاتهم إلى المساعدة، استقلاليتهم ....والمعلّم الخبير و المحترف مطالب
بالتّعرّف أوّلا إلى مختلف هذه الأنماط من
المتعلّمين عن طريق التشخيص ثم ثانيا الإستجابة و التعامل معهم وفق خطة بيداغوجية
تقوم أساسا على تنويع وضعيات التّعلّم و الوسائل التّعلّمية و الطرائق و التمشّيات
البيداغوجية مع المحافظة على نفس أهداف التّعلّم التي يجب تحقيقها لكن بسبل مختلفة
ويعرف "هاليه
برزمسكي" هذه البيداغوجيا بكونها تخطط للفعل التعليمي التعلمي بنوع من المرونة، بحيث تكون الأنشطة
التعلمية واضحة ومتنوعة الشيء الذي يسمح لكل المتعلمين على السواء أن يتعلموا بناء على
مساراتهم الخاصة. والحقيقة
الساطعة التي تؤكدها
جل الدراسات المعنية بهذا الشأن، هي أن هناك فوارق
نفسية بين كل
المتعلمين تقريبا انسجاما مع نظرية الذكاءات المتعددة، فالمدرسة تستقبل أطفالا من بيئات وأعمار ومقومات شخصية
مختلفة ومتباينة والشيء نفسه ينطبق على المدرسين الذين تتباين شخصياتهم وتكوينهم
وانتماءاتهم ومعتقداتهم. من هذه
الزاوية أصبح لزاما
على المربين اليوم الإلمام بالبيداغوجيا الفارقية أثناء برمجة أنشطتهم التعليمية هذه البيداغوجيا التي تستحضر
التنوع الحاصل داخل جماعة الفصل وتعدد المستويات داخل الفصل الواحد ، و التي تسمح
للمتعلّمين بتقييم أنفسهم ( التقييم الذاتي ) للتعرّف على مدى تقلّص الفارق بين
تطوّر أدائهم واكتساب السلوكات المنشودة. إنها
بيداغوجيا تقر وتعترف بالتلميذ كشخص
مفرد له عالمه الخاص
وفهمه الخاص للوضعية التعليمية و للبيئة والمحيط والأشياء والناس. إنّ فضائل هذه المقاربة عديدة و أهمّها التمييز الإيجابي بين
المتعلّمين و تجنّب التعليم الجمعي و تجسيم مبدأ تكافؤ فرص النّجاح بينهم و تكريس
مبدأ الاختلاف في التّعلّم و يبقى تحقيق الأهداف من طرف المتعلّمين هو الغاية و لو
تمّ الوصول إليها باتّباع استراتيجيّات مختلفة . ولهذه المقاربة البيداغوجية أسس ومبادئ منهجية:
1- تشخيص
وتقويم مكتسبات المتعلمين للكشف عن مواطن القوة والضعف
أثناء مسار التعلم
2- العمل
ضمن إطار جماعي أو ما يعرف بدينامية الجماعة
3- انتقاء
الأنشطة الملائمة والبرامج والوسائل المناسبة لتحقيق الأهداف المتوخاة
4- دعم
وتقوية التعلمات كلما دعت الحاجة لذلك سعيا للتميز والتفوق والنجاح وللجودة
التي ننشدها .
المحور السابع : بيداغوجيا المجزوءات
1- المجزوءة لغة واصطلاحا :وتشتق كلمة المجزوءة من فعل جزأ الذي يعني القطع والتقسيم.
وهذا المفهوم ينسجم مع مدلول module الذي يعني
تقسيم السنة الدراسية إلى مجزوءات فصلية ووحدات.أما المجزوءة اصطلاحا فهي مجموعة
من المواد المنسجمة أو هي مجموع من الوحدات التعليمية في مجالات متكاملة.فتعرفها
فيفيان دولاندشير بأنها:"وحدة معيارية أو شبه معيارية تدخل في تأليف كل
متكامل (منهاج)، قابلة للإدراك والتعديل والتكييف، فهي كفيلة ببناء برنامج دراسي
على القياس المطلوب
2- التعليم الموسوعي والتعليم المجزوئي : يرتكز التعليم الموسوعي على
المدرس باعتباره صاحب سلطة معرفية يقدمها للتلميذ جاهزة عن طريق مجموعة من الأسئلة
تستوجب الحفظ والتقليد والتكرار. أما التعليم المجزوئي فهو تعليم قائم على
بيداغوجيا الكفايات. و يراعي هذا التعليم الفوارق الفردية وينكب على ظاهرة
اللاتجانس من خلال دراسة كل حالة فردية ودعم كل متعلم وتحفيزه على إبراز قدراته
وميولاته واستعداداته سواء في حلقة واحدة أم في حلقات متعددة متواصلة ؛لأن المقياس
هنا ليس هو الدرس الذي ينتهي داخل حصة زمنية محددة كما في التعليم الموسوعي، بل
الحلقة الديداكتيكية المتوالية التي تمتد عبر حصتين فأكثر.
هذا، ويقدم التعليم المجزوئي المقرر الدراسي في شكل مجزوءات ووحدات دراسية تصغر
بدورها في إطار مقاطع وحلقات وخبرات مؤشرة في كفايات نوعية أو شاملة أو ممتدة قصد
التدرج بالمتعلم لتحقيق كفايات عليا كلية ونهائية. ويتم التركيز في هذا النوع من
التعليم على الكيف والمتعلم ؛ لأن المدرس مجرد وصي أو مرشد ليس إلا، و المتعلم هو
الذي يكون نفسه بنفسه ويتعلم كيف يبحث ويفكر وينظم ما يبحث عنه
» إنّ تعدّد و تباين المقاربات
البيداغوجيّة يحرّر و لا يقيّد، يُثري ولا يُفقّر ، و المدرّس مدعوّ إلى حسن تخيّر
المقاربة المناسبة أو المزج بين مختلف المقاربات حسب مستوى تلاميذه و طبيعة كلّ
درس إذ لا جدوى من ممارسة لا تستند إلى مرجعية
فكريّة تنهل منها و تدعمها عملا بمقولة : "لاشيء أفضل من ممارسة
كنظرية جيّدة" .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق